آخر الأخبار

06‏/07‏/2015

ملحمة "الشيخ زويد".. 14 مشهداً لـ"منع احتلال القسم"

ملحمة "الشيخ زويد".. 14 مشهداً لـ"منع احتلال القسم"

عشرات التكفيريين حاولوا فرض حصار حول القسم وبدأوا إطلاق الرصاص عشوائياً وردت عليهم القوات حتى سقط 25 قتيلاً من التكفيريين واضطروا للتراجع بعد يأسهم من نجاح الاقتحام

الأربعاء الماضى، الأول من يوليو، لم يكن يوماً عادياً فى سيناء، كان استثنائياً وفارقاً، صبيحة ذلك اليوم بدأت واحدة من المعارك الفاصلة بين قوات الجيش والشرطة المصرية وقطعان الإرهاب على أرض الفيروز، بدأت بهجوم غادر من جانب تكفيريين فى محاولة لبسط السيطرة على منطقة الشيخ زويد وانتهت بنصر ساحق لقوات الجيش والشرطة.

ساعات عديدة مرت بدءاً من السابعة صباحاً على منطقتى رفح والشيخ زويد وشمال سيناء لم ينقطع خلالها صوت الطلقات ولا دوى المدافع.

فى ذلك اليوم، مر حلم جامح لتكفيريى ولاية سيناء عابراً على الرمال. حلم بأن تتحول الشيخ زويد إلى قاعدة لهم بعد احتلالها. ارتد الحلم كابوساً خنق الحالمين به وألقى بهم جثثاً محروقة فى بطن الأرض.

مر التاريخ يسجل بطولة جديدة، ومرت العزيمة المصرية تستعيد عافيتها من دفء الرمال، ومرت ملحمة «قسم الشيخ زويد» لتحكى القصة كلها، تروى واحدة من أروع معارك الجيش والشرطة فى سيناء، ملحمة استمرت نحو 10 ساعات أحبطوا خلالها محاولة احتلال قسم الشرطة ورفع راية «ولاية سيناء» أعلاه، وهو الهدف الذى كان يسعى إليه التكفيريون.

تروى المشاهد وقائع الملحمة التى قصمت ظهر الإرهاب فى سيناء، وكانت سبباً فى إفشال مخطط التكفيريين، حيث كان هدفهم الأول فى ذلك اليوم هو احتلال قسم الشيخ زويد واقتحامه بأى وسيلة.

المشهد الأول

مدينة الشيخ زويد.. السادسة صباحاً

شمس الصباح تشرق على المدينة، تغسل رمالها الذهبية بالنور وروائح البكور، يوم جديد فى حياة المدينة، الشوارع هادئة، تكاد تكون خالية من المارة، بعضهم فقط من خرج فى ذلك الصباح لأمر طارئ، حتى شارع السوق الذى يقع أمام القسم بدا بلا صخب.

المشهد الثانى

داخل قسم شرطة الشيخ زويد.. السابعة إلا الربع

انفجار ضخم يهز المدينة بعد استهداف كمين على مقربة من القسم. اتصالات هاتفية تصل إلى ضباط بالقسم باقتراب سيارات دفع رباعى محملة بالأسلحة الثقيلة من مبنى القسم. يتحرك كل ضابط وفرد من القوة الموجودة بالقسم ليأخذ موقعه فى التأمين فى تعاون وتنسيق تام بين قوة القسم وقوات الأمن والأمن المركزى المشاركة فى التأمين مع القوات المسلحة.

المشهد الثالث

مديرية أمن شمال سيناء.. السابعة صباحاً

اللواء على العزازى، مساعد الوزير لأمن شمال سيناء، يتلقى إخطاراً بقيام عناصر تكفيرية تقدر بالعشرات بحصار القسم من جميع الاتجاهات فيأمر فوراً بأن تأخذ جميع القوات مواقعها وينسق مع القوات المسلحة لإحكام التأمين وإفشال أى مخطط إرهابى.

المشهد الرابع

قسم شرطة الشيخ زويد من الخارج

القسم عبارة عن مبنى فسيح مكون من 3 طوابق يقع فى قلب المدينة، تظهر حوله مبانٍ وشوارع ومنها يبدأ التكفيريون فى الظهور مستقلين سيارات دفع رباعى أو مترجلين أو زاحفين على الأرض ويندفعون ناحية قسم الشرطة من جميع الاتجاهات؛ من اتجاه السوق أمام القسم ومن اتجاه حى الترابين خلف القسم ومن اتجاه المعهد الأزهرى تجاه رفح، ومن اتجاه مجلس المدينة بالنسبة للمقبل من العريش.

المشهد الخامس

القسم من الداخل

قوات تأمين القسم المكونة من قوة القسم من الضباط والأفراد وقوات الأمن والأمن المركزى وقوات الجيش يحولون القسم إلى خلية نحل.. الضباط والأفراد يقسمون الأدوار ويوزعون الأسلحة، يعتلون الأبراج، والأماكن الحاكمة لإطلاق النار والتى تمكنهم من السيطرة على الوضع. قناصة من الضباط يوزعون أنفسهم على الجهات الأربع، وضباط وأفراد الأمن المركزى يتمركزون فى مواقعهم بالـ«آر بى جى».

المشهد السادس

خارج القسم.. الثامنة صباحاً

أكثر من 120 تكفيرياً يفرضون حصاراً حول القسم ويبدأون فى إطلاق الرصاص بشكل عشوائى يتحركون فى كل الاتجاهات فى محاولة لاقتحام القسم واحتلاله. ترد قوات تأمين القسم عليهم بالمثل وتستمر المعركة حتى يسقط 7 قتلى بين صفوف التكفيريين ويضطرون للتراجع.

المشهد السابع

خارج القسم.. العاشرة صباحاً

التكفيريون يتراجعون. يتلقى أحدهم اتصالاً هاتفياً، فيبلغ مضمون المكالمة لزملائه وبسرعة يقومون بإنزال عبوات ناسفة وألغام من السيارات، يتجهون إلى الشوارع المؤدية للقسم ويقومون بتفخيخها، كما يقومون بتفخيخ أعمدة الإنارة التى تقع عند مداخل الطرق المؤدية للقسم، بينما تتجه مجموعة أخرى من التكفيريين لتفخيخ مداخل المدينة نفسها لمنع أى قوات دعم من الوصول للقسم. وبعد علم ضباط الجيش والشرطة بتفخيخ الطرق لمنع الدعم يتعاهدون على الدفاع عن القسم حتى آخر نفس وعدم السماح للتكفيريين بالوصول للمبنى مهما كلفهم ذلك، ثم يقسمون على أن تكون ساحة القسم مقبرة للإرهابيين.

المشهد الثامن

أمام القسم.. العاشرة والنصف صباحاً

سيارة تدخل القسم مسرعة بداخلها ضابط برتبة رائد يدعى كريم حمدى، وهو قائد دورية تابعة للقوات المسلحة وتعرض لإصابة، الرائد كريم يدخل القسم نازفاً، ذراعه شبه مبتورة وجزء من أمعائه خارج بطنه، يحاول ضابط إعطاءه الماء ليشرب فيرفض ويردد: «وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِى سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ» ثم ردد الشهادة ورفض الإفطار.

المشهد التاسع

خارج القسم.. الحادية عشرة صباحاً

مجموعات من الإرهابيين تتراوح ما بين 200 و300 مسلح من المشاركين فى اقتحام أكمنة الجيش والهجوم عليها، يتجمعون لحصار القسم مجدداً ويرفعون أعلام داعش ثم يطلقون الرصاص بكثافة على القسم. لكن قوات القسم ترد بإطلاق كثيف وتمكنت من إسقاط 10 قتلى من الإرهابيين.

المشهد العاشر

الإرهابيون يصرون على الاقتحام

استمرار تعرض قسم الشرطة لإطلاق النار، وعدد من الإرهابيين يعتلون المبانى القريبة من القسم ويواصلون استهدافه فيما ترد القوات المتمركزة أعلى القسم على مصدر إطلاق النيران.

المشهد الحادى عشر

قصف الإرهابيين

طائرات الجيش تقصف تجمعات المسلحين فيرد الإرهابيون بإشعال النار فى إطارات الكاوتش لعمل ساتر من الأدخنة يحجب عن الطائرات رؤيتهم.

المشهد الثانى عشر

محاولات صعود أسطح العقارات

8 إرهابيين يشعلون النار فى عدد كبير من إطارات الكاوتش بجوار إحدى العمارات الخالية من السكان بقصد تصاعد سحابة من الأدخنة السوداء بكثافة تمنع الطائرات من رؤيتهم، ومن ثم الصعود للمبنى وإطلاق النار على القسم من الأعلى. العميد أحمد عبدالعزيز مساعد مدير الأمن، الذى كان موجوداً داخل القسم يخطر عمليات القوات المسلحة بمحاولة الإرهابيين الثمانية صعود العقار بأسلحة ثقيلة.

المشهد الثالث عشر

30 إرهابيا سقطوا

طائرة تقصف العقار وبداخله الإرهابيون الثمانية الذين تفحمت جثثهم على الفور.. ثم تواصل قصف باقى تمركزات المسلحين.

إطلاق نار كثيف من داخل القسم على جميع الأهداف المتحركة فى محيطه حتى قتل نحو 30 إرهابياً.. وزملاؤهم يفشلون فى الاقتراب من القسم حيث تفصلهم نيران القسم عن المبنى بـ150 متراً.

المشهد الرابع عشر

الخامسة عصراً

الإرهابيون يسرعون بالهروب خوفاً من استهداف الأباتشى والـ«إف 16» بينما تلاحق طلقات قوات القسم التى استبسلت فى الدفاع عنه ومنع احتلاله، ووزير الداخلية يوجه التحية والتقدير لرجال الشرطة البواسل القائمين على العمل بقسم شرطة الشيخ زويد وقوات الأمن المركزى بشمال سيناء، الذين دافعوا ببسالة وشجاعة منقطعة النظير مع أشقائهم من رجال القوات المسلحة عن مبنى القسم وتصديهم للعناصر الإرهابية الجبانة وحالوا دون تحقيق مخططهم الإرهابى الذى كان يستهدف احتلال مبنى القسم، ووجه الوزير أيضاً الشكر لقيادات وضباط وأفراد ومجندى مديرية أمن شمال سيناء.. مؤكداً أن إصرار وعزيمة رجال الشرطة والقوات المسلحة وتضحياتهم الغالية تؤكد أن الوطن سيبقى شامخاً بتضحيات أبنائه، وسيعلم كل معتدٍ أن للوطن رجالاً أوفياء يحمونه مهما تعاظمت التحديات، ضاربين دائماً المثل والقدوة فى البطولة والشجاعة والتضحية.



اللمصدر : Nile Star News + بوابه الوطن

0 التعليقات: