سر الضربة الجوية المجهولة التي قطعت «لسان داعش»
الولايات التحدة: استهدفنا متحدث التنظيم.. وروسيا: قتلناه فىغارة جوية على حلب
الإعلام الغربى: «العدنانى» أخطر وزير دعاية بعد «جوبلز» النازى
اعترف تنظيم «داعش» الإرهابى رسميا بمقتل المتحدث الإعلامي أبى محمد العدنانى، مسئول الدعاية بالتنظيم، في مدينة حلب السورية، دون الكشف عن موعد مقتله أو الجهة التي تقف وراءه، وإن كان التنظيم يواجه حربا من قوات التحالف الدولى ويتعرض لقصف بطائرات روسية وأمريكية وتركية وفرنسية وبريطانية، إلى جانب الجيش السورى الحر.
ومن المعروف أن العدنانى هو الرجل الثانى في التنظيم، ويسود الاعتقاد أنه الساعد اليمنى لأبى بكر البغدادى زعيم تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام، واعتبرته وسائل الإعلام الغربية أخطر وزير دعاية في العالم منذ وزير الدعاية النازى جوبلز.
ويعد مقتل العدنانى ضربة قوية للتنظيم الإرهابى ليس فقط كونه مسئول الدعاية والتجنيد والذي لعب دورا كبيرا مؤخرا في انتشار التنظيم خارج سوريا والعراق وتحوله إلى تنظيم عابر للحدود والدول والقارات، ولكن أيضا بكونه آخر القيادات المؤسسة للتنظيم الإرهابى منذ بدايته في سوريا والعراق، بحسب تعليق صحيفة «إندبندنت» البريطانية.
وأكدت الصحيفة أن التنظيم يتراجع بصورة كبيرة بعد أن فقد الكثير من قياداته والأراضى التابعة له خلال الفترة الماضية سواء في القيادة السياسية أو القيادة العسكرية أو مسئولى اقتصاد التنظيم، وهو ما يثير قلق أجهزة المخابرات الغربية من نزوح مقاتلى التنظيم إلى الخارج والبحث عن إنشاء معاقل أخرى بالخارج سواء في أوروبا أو بالقرب منها.
وأعلنت وكالة أعماق، التابعة لتنظيم داعش، مقتل الناطق باسم التنظيم دون معرفة الجهة التي تقف وراء العملية، خاصة أن مدينة حلب وسوريا كلها تشهد حربا من جهات وأطراف دولية وإقليمية مختلفة، فهناك ضربات جوية روسية وأمريكية وتركية وفرنسية وبريطانية وقوات لدول متعددة تحارب هناك.
وأكدت صحيفة «نيويورك تايمز» أن هناك الكثير من الجهات التي كانت تلاحق العدنانى في سوريا وكان العديد من أجهزة الاستخبارات يسعى لتصفيته.
وقالت وزارة الدفاع الروسية، أمس، إن «العدناني» قتل في ضربات جوية روسية في سوريا، مضيفا أن «العدناني» واحد من ٤٠ متشددا قتلوا في الضربات الجوية على معراتة أم حوش في محافظة حلب. وكان مسئول بوزارة الدفاع الأمريكية قد قال إن الولايات المتحدة استهدفت «العدناني» في إحدى الضربات لكنه أحجم عن تأكيد مقتله.
ونعى الحساب الرسمى لداعش على موقع تويتر العدنانى، قائلا إنه «وبعد رحلة حافلة بالتضحية ومدافعة الكفر وحزبه، ترجّل الفارس الهمام ليلحق بركب الأبطال الذين جاهدوا وصبروا على أمر الله».
وبالعودة إلى تاريخ «أبومحمد العدناني»، فإن أغلب المصادر أجمعت أن اسمه الحقيقى «طه فلاح البنشي»، ينحدر من بنش في حلب، وهو من مواليد عام ١٩٧٧.
وإضافة إلى تجربته القتالية الطويلة، فإن العدنانى ووفقا لما رواه أنصار تنظيم الدولة، كان كثير المطالعة منذ الصغر، وحفظ القرآن الكريم في غضون عام.
بدأ العدنانى مشواره مع «التنظيمات الإرهابية» في بداية الألفية الجديدة، حيث اعتقلته المخابرات السورية عدّة مرات.
ووقع العدنانى أسيرا بيد الأمريكان بعد قتاله لفترة في العراق، حيث سجن في سجن «بوكا» الشهير، قبل أن يُطلق سراحه في العام ٢٠١٠.
ومنذ العام ٢٠١١، بات العدنانى يشكل اسما صعبا في تنظيم الدولة، وعينه البغدادى ناطقا رسميا باسم التنظيم، وشكّلت كلماته دستورا جديدا لتنظيم الدولة تجاه الفصائل السورية، وتنظيم القاعدة، وغيره.
وشهدت الأشهر الماضية سقوط العديد من قيادات التنظيم الإرهابى سواء بسبب الغارات الأمريكية أو الروسية أو في مواجهة مع القوات العراقية والسورية ومع الأكراد، الأمر الذي أضعف التنظيم وأثر سلبا على قدراته القتالية، ومن أبرز تلك القيادات، أبو على الأنبارى واسمه الحقيقى (عبد الرحمن القادولي) الرجل الثانى في التنظيم والمسئول المالى، ولقي مصرعه في مارس الماضى،، وله عدة ألقاب، أبرزها «أبوعلاء العفري».
وكان الأنبارى مدرس فيزياء وضابطا في الجيش العراقى إبان حكم الرئيس الراحل صدام حسين، وتحول إلى الفكر الجهادى قبل عدة سنوات من الاحتلال الأمريكى للعراق.
غادر في تسعينيات القرن الماضى إلى أفغانستان، ليشارك في المعسكرات التدريبية، قبل أن يعود ليقاتل الاحتلال الأمريكى في العراق، وكان مسجونا في معتقل «بوكا» الشهير رفقة البغدادى والعدنانى وغيرهما، وخرج بعد بدء الثورة السورية، ليلتحق مباشرة بصفوف تنظيم الدولة.
انتدبه البغدادى إلى سوريا للوقوف على حال جبهة النصرة، فرع التنظيم في سوريا حينها، وأبلغ قيادة التنظيم بانحراف منهج «النصرة»، ليكون أحد أبرز أسباب الاقتتال بين الطرفين.
وتدرج «الأنباري» في المناصب مع تنظيم الدولة، حيث عيّن مسئولا ماليا للتنظيم، ونائبا لـ«البغدادي» في سوريا، وبعدها العراق.
ومن هؤلاء فاضل الحيالى، أعلن التنظيم مقتله أكتوبر الماضى، وكان ملقبا بأبومسلم التركمانى أو «حجى معتز»، من الموصل. وهو ضابط سابق في الحرس الجمهورى، وكان على وشك حصوله على رتبة عقيد، لكن الاحتلال الأمريكى للعراق حرمه من الترقى في المنصب العسكري.
ويصف مقربون الحيالى بأنه كان من أكثر الضباط ولاء للرئيس الراحل السابق صدام حسين، وأنه رجل حرب، وله ثقافة عسكرية واسعة، إلا أن فكره بدأ بالتغير في السنوات الأخيرة ما قبل الاحتلال، حيث بدأ يميل إلى الفكر السلفى، ولكن دون الإفصاح عن ذلك بشكل علنى.
اعتقل التركمانى من قبل الأمريكيين، وأودع سجن بوكا الشهير. واستمر اعتقاله لفترة طويلة، إلا أنه خرج من السجن خلال فترة ولاية نورى المالكى، حيث يذكر من كانوا معه في السجن أنه كان كثير المشكلات، وعدائيا، لا يقبل الحوار، ويستخدم الضرب من أجل فرض رأيه، حسب قولهم.
ويرى مراقبون لشئون تنظيم الدولة أن الحيالى أدخل العنصر التركمانى إلى تنظيم الدولة، وساهم في وصول التركمان إلى مناصب حساسة في التنظيم.
وقتل أيضا أبوعمر الشيشانى، واسمه الحقيقى طرخان باتيرشفيلى، وقد ولد في العام ١٩٨٦ في قرية بيركيانى في وادى بانكيسى بجورجيا من أب نصرانى، وخدم في الجيش الجورجى الخدمة الإجبارية بين عامى ٢٠٠٦ و٢٠٠٧.
وبعدما أنهى خدمته في أبخازيا، المتنازع عليها بين روسيا وجورجيا، وقّع بدايات عام ٢٠٠٨ عقدا لينضم إلى الجيش الجورجى في كتيبة الرماة.
وقالت شبكة «بى بى سي» الإخبارية، في وقت سابق، أن «عمر الشيشانى شارك في المعارك مع الجيش الجورجى ضد روسيا خلال حرب عام ٢٠٠٨، وتمت ترقيته إلى رتبة رقيب على إثرها، وتم تسريحه عام ٢٠١٠؛ بسبب إصابته بمرض السّل».
وقال تنظيم الدولة إن الشيشانى تعرّض للتعذيب والمرض، حتى خسر إحدى رئتيه في السجن، وذلك بعدما تبرأ من الجيش الجورجى.
وبعد مرور قرابة العام على انطلاقة الثورة السورية، وصل الشيشانى ليشكل «جيش المهاجرين والأنصار»، قبل أن ينشق عنه ويبايع تنظيم الدولة مع بداية العام ٢٠١٣.
أبو نبيل الأنبارى، أو وسام عبدالزيدى أو «أبوالمغيرة القحطاني»، كان واليا لتنظيم الدولة في ناحية العلم، قبل أن يرسله «البغدادي» ليتولى مسئولية فرع ليبيا بالكامل، وقُتل في نوفمبر من العام الماضى بغارة أمريكية.
اشتهر بخطبة له في جمع غفير لشيوخ وأبناء عشائر «جبور العلم»، حيث خاطبهم دون لثام، ودعاهم لتجنيد أبنائهم في صفوف تنظيم الدولة.
أنس النشوان، أعلن تنظيم الدولة عن مقتل «أبومالك التميمي»، أحد أبرز قادته الشرعيين، في مايو من العام الماضى، خلال المعارك مع قوات النظام السورى في منطقة السخنة التابعة لمحافظة حمص.
ويعد النشوان من قيادات الصف الأول في الميدان الشرعى في تنظيم الدولة، رغم الفترة القصيرة التي أمضاها في التنظيم، حيث جاء إلى سوريا منتصف العام ٢٠١٤ قادما من أفغانستان، التي قضى فيها ست سنوات من حياته أمضاها في صفوف تنظيم القاعدة.
النشوان الذي يحمل شهادة الماجستير في الفقه المقارن من المعهد العالى للقضاء في الرياض، ظهر في إصدار «حتى تأتيهم البينة»، الذي حوى مشاهد ذبح لموظفين في كنيسة إثيوبية في ليبيا، ما أثار تكهنات حول منصبه في التنظيم.
المصدر : بوابه العرب