![]() |
محمد مرسي |
الدفاع : القبض على المتهمين باطل لصدروه بعد عزل مبارك.. والقضية بها أخطاء جسيمة
فى "الهروب".. القاضى يتلو شعرا فى "الجبن".. ومرسى يرد بأبيات عن "الشجاعة".. والمتهمون يصفقون
البلتاجي للقاضى :" كنت فى ميدان التحرير وقت الأحداث"
الدفاع : لا يعقل أن تقتحم الجماعة السجون وتترك مرسي "تائها"
قررت محكمة جنايات شمال القاهرة والمنعقدة بأكاديمية الشرطة، تأجيل قضية هروب المساجين من سجن وادي النطرون، والمعروفة إعلامياً بـ"الهروب الكبير" والمتهم فيها الرئيس الأسبق محمد مرسي و130 آخرين من قيادات جماعة الإخوان، وأعضاء التنظيم الدولى، وعناصر حركة حماس الفلسطينية وحزب الله اللبنانى، لجلسة 11 فبراير لسماع مرافعة دفاع المتهمين محمد أيمن حجازي وأحمد ابراهيم.
كما حددت المحكمة جلسة 14 فبراير لمرافعة دفاع أحمد العجيزي وحازم فاروق وسعد الحسيني، مع استمرار حبس المتهمين.
كان المحامى علاء علم الدين، دفاع كل من محمد البلتاجي وعصام العريان وسعد الكتاتني، قد دفع خلال مرافعته عنهم، ببطلان القبض والتفتيش الواقع في 27 يناير 2011، وما بنى عليه من إيداع المتهمين بسجن وادي النطرون، لعدم صدور إذن من النيابة العامة بالقبض أو قرار بالاعتقال.
وقال الدفاع إنه "لو فرض وكان هناك قرار بالاعتقال شفويا، فإنه يدفع بانعدامه لصدوره من وزير الداخلية الأسبق حبيب العادلي لصدوره ممن ليس له صفة، لزوال صفة رئيس الجمهورية عن مبارك اعتبارا من 25 يناير وهو تاريخ عزله وتاريخ ثورة يناير".
كما دفع "علم الدين" ببطلان قرار الاتهام فيما تضمنه من اتهام بالاشتراك في قتل المساجين داخل سجن وادي النطرون للخطأ في الإسناد ومخالفة الوارد بالأوراق من واقع عدم وجود أي إصابات أو وفيات في القضية.
وقال إن "المجنى عليه شريف عبد الحليم والذى نتهم بقتله، قتل بسجن المرج يوم 11 فبراير، وهو تاريخ مخالف لتاريخ الدعوى حسب ما حددها المستشار حسن سمير، والتى تنتهى بأوائل فبراير 2011"، مؤكدا أن المجنى عليه قتل بعد ذلك.
كما دلل الدفاع أيضا على هذا الدفع من خلال أقوال وشهادات بعض الجنود، والذى أكد أحدهم أنه هو من قام بقتل المجنى عليه لمنعه من الهرب عقب إطلاق أعيرية تحذيرية، وكما جاء بأقوال بعض الضباط حول حدوث هياج بسجن المرج ومحاولة الهروب من السجن، فأمر الجنود بإطلاق النيران لمنع هروب السجناء.
وأكد الدفاع أن "أوراق القضية ثابت بها 15 حالة قتل فقط، بينما وجه للمتهمين اتهام بالاشتراك والمساعدة فى قتل 30 سجينا، كما أكد أن "أوراق القضية بها أخطاء كثيرة، ليست أخطاءً مادية فى تشابه أسماء من عدمه أو ترتيب أسماء متهمين، ولكنها أخطاء جسيمة".
فطلب القاضي من الدفاع أن يقدم مذكرة بدفوعه كاملة وأن يشرحها تفصيليا، فقدم الدفاع مذكرة تتضمن 14 دفعا قانونيا وأثبتتها المحكمة في محضر الجلسة.
سأل المستشار شعبان الشامى، دفاع محمد البلتاجي وعصام العريان وسعد الكتاتني، المتهمين فى قضية "الهروب من سجن وادى النطرون" المتهم فيها الرئيس المعزول محمد مرسى وآخرون من قيادات جماعة الإخوان، عقب انتهائه من مرافعته، عما إذا كان سيتلو شعرا كعادة الدفاع، فرد بأنه ليس عنده ما يقوله، فعقب القاضى مرددا أبيات من الشعر "قالها أحد الجبناء عندما سئل عن الشجاعة":
وفي الهيجاء ما جربت نفسي ولكن في الهزيمة كالغزال
إذا جربت نفسي كنت شهما أصيح بملء صوتي لا أبالي
أحمس في الوغى أبناء قومي وأحمي ظهرهم عند النزال
فإن هربوا سبقتهم جميعا وإن هجموا فقد دبرت حالي
وهنا طلب الرئيس المعزول الحديث، حيث تلا بيتا من الشعر "يقال فى الشجاعة" لطرفة بن العبد:
إِذَا القَوْمُ قَالُوا مَنْ فَتَىً خِلْتُ أنَّنِـي عُنِيْـتُ فَلَمْ أَكْسَـلْ وَلَمْ أَتَبَلَّـدِ
أَحَـلْتُ عَلَيْهَا بِالقَطِيْعِ فَأَجْذَمَـتْ وَقَـدْ خَبَّ آلُ الأمْعَـزِ المُتَوَقِّــدِ
فَذَالَـتْ كَمَا ذَالَتْ ولِيْدَةُ مَجْلِـسٍ تُـرِي رَبَّهَا أَذْيَالَ سَـحْلٍ مُمَـدَّدِ
وعلق مرسى قائلا إن "هذا البيت يقال عكس الهروب، ففى الجاهلية عندما يكون كل الناس فى الخارج ويحدث الهجوم من العدو فيقول الفتى هذا القول".
وأضاف أن "هذا البيت استشهد به أيضا الإمام حسن البنا أثناء قيامه باختبار شفوى فى الليسانس"، وتابع المعزول قائلا: "هكذا أنا مع الثورة حتى انتهاء الانقلاب".
فعقب القاضى قائلا: "أهو فى الآخر لازم يحود شمال ما ينفعش يمشى على طول"، فصفق المتهمون للرئيس الأسبق داخل القفص.
كما دفع القيادي الاخواني محمد البلتاجي بعدما سمحت له المحكمة بالحديث، ببطلان الاتهامات الموجهة له وانقطاع صلته بتلك الأحداث من قريب أو من بعيد، وكذلك بطلان الرواية التي قدمتها النيابة العامة للأحداث من خلال قائد الجيش الثاني بشأن كيفية اختراق 900 فلسطيني أو أي عناصر أجنبية الي الحدود المصرية.
وقال البلتاجي " أنا سلمت صفحة الجريدة اللي موجود فيها كلام السيسي بأن الحدود المصرية لم تخترق في أحداث يناير "، مؤكدا أنه وقت الأحداث لم يكن مقبوض عليه من الأساس ولا كان من ضمن مجموعة ال 34 المعتقلين ولا كانا متواجد أصلا داخل سجن وادي النطرون.
وأضاف البلتاجى أن العالم كله شاهده في وقت الاحداث في أماكن مختلفة حيث أنه في 28 يناير مساءً كان في مكتب الجزيرة يعلق علي خطاب مبارك .. ويوم السبت طوال النهار كان في ميدان التحرير ، وصلى فى جنازة الشهيد مصطفي الصاوي .
وأشار أن الواقعة الثالثة المنسوبة اليه وهي الواقعة الشهيرة بمكتب سفير بميدان التحرير في 29 يناير والتي تؤكد أنه كان موجود في ميدان التحرير وقت الاحداث وهذا يؤكد التناقض الشديد، وفىى يوم 30 يناير كان هناك جلسة افتتاحية في مقر حزب الغد : " ده البرلمان الشعبي .. اللي قال عليه مبارك خليهم يتسلوا ".
كما دفع البلتاجى بالكيدية لوجود خصومة قانونية وسياسية وشخصية ممن أجروا التحريات من الامن العام والوطني والمخابرات أو من تولوا التحقيق في تلك القضية وهى النيابة العامة، و سبب الكيدية معلن وليس مخفي حيث انه أعلن رأي في كل الاحداث التي وقعت بأن الأجهزة الأمنية هي المسئول الأول عنها.
و دفع المحامى "نيازى مصطفى " بعدم صحة الاتهام الموجه للمتهمين بالاشتراك فى اقتحام السجون مع آخرين باستخدام الأسلحة الثقيلة، مستندا إلى تناقض أقوال الشهود والضباط الخاصة ببداية التعامل مع المهاجمين، كما تضاربوا فى تحديد وسائل انتقال المقتحمين، فقرر أحدهم بأنهم كانوا يستقلون سيارة ميكروباص، وقرر الثانى بأنهم كانوا يستقلون عربيات نصف نقل، وقرر ثالث بأنهم كانوا يستقلون موتوسيكلات.
وأوضح أن هذا التناقض يثبت أنهم لم يكونوا في مسرح الأحداث، وأيضا ثبت عدم تعرض السجون لمهاجمة من معاينة النيابة التى أثبتت عدم وجود تلفيات أو مقذوفات نارية على أسوار وأبواب السجن، وأنه لم تطلق رصاصة واحدة على السجون الأربعة بمنطقة وادى النطرون.
وأكد الدفاع بأن مكالمة الرئيس الأسبق محمد مرسى دليل براءته، حيث إن حكم محكمة جنايات الاسماعيلية أكد بأن منطقة وادى النطرون لم يقطع بها الاتصالات مما ينفى تهمة احتفاظ مرسى بتليفون "ثريا" وأشار بأنه لا يعقل أن يهرب أحد من السجون ويتصل بقناة الجزيرة ويطلب من المسئولين إخبارهم ماذا يفعلون.
وأضاف بأن مرسى وجماعته لو كان لهم يد فى اقتحام السجون وتهريبهم بالاشتراك مع جماعات مسلحة، لكانت تلك الجماعات قد سهلت نقلهم الى منازلهم ولا تتركهم يتوهون فى الصحراء ولا يعرفون ماذا يفعلون وأين يذهبون وكيف؟ موضحا بأن الشهود أكدوا أن المقتحمين كانوا يرتدون جلاليب بيضاء وفوقها صديرى، مشيرا إلى أن عناصر حماس وحزب الله معروفون بأنهم لا يرتدون تلك الملابس، كما أن الشهود شهدوا بأن المقتحمين كانوا يتحدثون لغة عرب المغاربة والتى يتحدثها العرب بمرسى مطروح والبحيرة ووادى النطرون، وان الشهود من المساجين قرروا بأنهم قاموا بسؤال المقتحمين وأخبروهم أنهم من مطروح وجاؤوا لتهريب المسجون "اسحاق اسرافيل" وكذالك لإخراج المساجين فى قضايا المخدرات والمودعين بعنابر ارقام 6 و8 و9 .
أما عن النيابة العامة فأشار بأنه كان نائب في البرلمان وقت الحكم في محاكمة القرن الاولي برئاسة المستشار أحمد رفعت في 2 يونيو وقال وقتها أن النيابة العامة هي من أضاع دم الشهداء وبددت الأدلة في الاوراق، وكان هناك 1037 قدموا بلاغ ضده في القضية التي حقق فيها المستشار ثروت حماد وهذا يدل علي الخصومة الشخصية.
يذكر أن هذه القضية متهم فيها الرئيس الأسبق المعزول محمد مرسي و130 متهما من ضمنهم رشاد بيومى ومحمود عزت ومحمد سعد الكتاتنى وسعد الحسينى ومحمد بديع عبد المجيد ومحمد البلتاجى وصفوت حجازى وعصام الدين العريان ويوسف القرضاى وآخرون من قيادات الجماعة وأعضاء التنظيم الدولى وعناصر حركة حماس الفلسطينية وحزب الله اللبنانى.
تعقد الجلسة برئاسة المستشار شعبان الشامى، وعضوية المستشارين ياسر الأحمداوى وناصر صادق بربرى، وبحضور ضياء عابد، المحامي العام بنيابة أمن الدولة العليا، وبسكرتارية أحمد جاد ومحمد رضا.
المصدر : Nile Star News+ صدى البلد