الببلاوى:
انبهرت بثورة تونس وشعرت بأن هناك رفضا شعبيا مصريا للأوضاع لكن كانت هناك حالة من "البلادة"
المجلس العسكرى كان جادا فى تسليم السلطة وعودة القوات المسلحة إلى ثكناتها
الإخوان والسلفية استندوا إلى تأييد شعبي حقيقي.. وتفرق الأحزاب كان سببا فى ترك الساحة للإخوان
تقديم الاستقالة على خلفية "أحداث ماسبيرو" كان اعتذارا للشعب
اعتصام "رابعة" مس هيبة الدولة.. وكان لابد للأمن أن يعود وأن يطبق القانون على الجميع دون المساس بحريات الناس
المجلس العسكرى والحكومة وافقا بالإجماع على فض "رابعة" دون البرادعى
البرادعى رأى إعطاء مزيد من الوقت للوصول إلى "حل سلمى" خوفا من تكرار سيناريو الجزائر
مشروع "القناة الجديدة" سيساعد الاقتصاد على التعافى ومصر أفضل مما كانت عليه من 6 أشهر
أفردت صحيفة "الشرق الأوسط" حوارا لرئيس الوزراء الأسبق حازم الببلاوي، كشف فيه عن ملابسات استقالة الدكتور محمد البرادعي الذي كان وقتها نائبا لرئيس الدولة المؤقت المستشار عدلي منصور، قائلا إن الأغلبية في المجلس الأعلى للدفاع، كانت مع فض الاعتصام إلا البرادعي الذي كان يرفض ذلك ويقول إنه يخشى أن يتكرر ما حدث في الجزائر من اقتتال في تسعينيات القرن الماضي بين المتطرفين والجيش استمر لعدة سنوات، وأنه يخشى من وقوع حرب أهلية بمصر.
وقال الببلاوي إن "الدولة كانت تؤجل فض اعتصام "رابعة" لكنها في الوقت نفسه كانت لا تريد أن تتحول الأمور إلى فوضى تهدد وجود الدولة نفسها، ولهذا عندما تطورت الأمور ووصلت إلى مرحلة معينة تنذر بالخطر كان لا بد من اتخاذ إجراءات حاسمة لفرض سلطة القانون على الجميع؛ وأتذكر أنني قلت في أحد اجتماعات مجلس الدفاع: "إذا لم تتخذ الوزارة أي إجراء يبين أن الدولة قادرة على فرض القانون على الشارع، فإنها ستفقد سلطتها بالكامل".
وأضاف: "قبل قيام ثورة يناير كنت أشعر بأن الأوضاع في مصر سيئة جدا، وأن هناك تذمرا شديدا وعدم قبول للأوضاع، لكن أيضا كان يشعر أن البلد فيها "بلادة"، ولكن حين قامت الثورة في تونس انبهرت دون أن أتصور أن هذا سيحدث في مصر بشكل سريع، وبتلك القوة التي جرت بها الأحداث، ورجعت إلى مصر في شهر يوليو 2011".
وأكد أن "المجلس العسكرى كان جادا ولم يكن يسعى للاستمرار بالحكم، بل إن المشير طنطاوى كان يريد أن تنتهى الفترة الانتقالية بقدر الإمكان وأن تعود القوات المسلحة إلى ثكناتها".
وأوضح أن "نواب "الإخوان المسلمين" و"السلفية" الذين شكلوا الأغلبية في البرلمان في ذلك الوقت كان لديهم تأييد شعبي حقيقي؛ وأنه لم يشعر بأن الثورة سرقت، لكن ضعف الأحزاب السياسية بالكامل وتفرقها وعدم وضوح رؤيتها هو السبب، فالساحة كانت تقريبا كانت متروكة للإخوان".
وقال إن "الإخوان أولا، كان لديهم تنظيم قوي وجبار وليس لديهم ماض يقيس عليه الناس ما إذا كانوا يصلحون أم لا يصلحون للعمل السياسي؛ وثانيا دعوة الإخوان تتحدث بطريقة تجد هوى لدى المصريين الذين لديهم تطلع ديني كانت الظروف بشكل عام تساعد الإخوان"، ولذلك صرح الببلاوى بالعكس حينما قال إن هذا مظهر ديمقراطي حقيقي.
وأضاف أنه لم يكن يعتقد أن هذا أفضل مجلس، لكن الديمقراطية هى التي أتت بهم - وبحسب الببلاوى- والمشكلة أنه لم يكن لديهم ما يقدمونه أكثر من الخطاب والكلام وأنه ليس لديهم وضوح تام.
وحول ماسبيرو، أوضح أنه أثناء مظاهرات "ماسبيرو" أخبر المسئولين أن الدولة عليها أن توفر الأمن لأبنائها، وإذا لم يتوفر الأمن؛ عليها الاعتذار وأن يكون هناك أي إجراء للتعبير عن الأسف كتقديم الاستقالة، وكانت هناك شبه موافقة لأغلبية المجلس لهذا الرأي ثم انقلبت الأوضاع ووجدت أنه غير قادر على الاستمرار؛ فقلت - والكلام على لسانه: "خلاص.. المجلس حر.. لكن أنا غير قادر، فقررت تقديم استقالتي وأرسلتها لرئيس الوزراء، دون أن يعلم أحد.. وأغلقت هواتفي، ومكثت في البيت".
وأكد أنه تلقى اتصالا على هاتف المنزل من الوزيرة فايزة أبو النجا التى أخطرته بأن المشير طنطاوي يبحث عنه في كل مكان، وإذا لم يعد تشغيل هواتفه فقد يأتي بنفسه الى البيت؛ وقال إن المشير طلب أن يقابله، وإنه - الببلاوى - أخبره بوجهة نظره حول أحداث "ماسبيرو" وأنه يشعر بالضيق؛ ولكن المشير أخبره أنه سيعتذر للناس.
وحول فض اعتصام رابعة، قال الببلاى إنه "كان لابد للأمن أن يعود وأن يطبق القانون على الجميع، وإنه لابد وأن تعود هيبة الدولة مع الإقرار بأنه يمكنك أن تعترض وتعلن آراءك وتعقد اجتماعات، لكن من غير المقبول أن تتحدى الدولة، وتقول إنني لن أخلي الطريق وتقوم بترويع المواطنين وتسيء للسكان الموجودين حولك وتلقي خطبا تحريضية على مدى أسابيع".
وأضاف: "اعتصام رابعة العدوية لم يكن أمرا سهلا، ولذلك كان لا بد من عدم التسرع، وأن تعطي فرصة إلى أقصى حد ممكن، لكن دون أن يمس ذلك هيبة الدولة أو يقلل من احترامها، وهذا هو التوازن الذي جرى والذي كان مطلوبا، أعطينا فرصة للمعتصمين لفض الاعتصام سلميا أكثر من مرة وكانت هناك وساطات من الداخل ومن الخارج، لعلها تنجح، لكنها لم تنجح بل بالعكس ازدادت لهجة التحدي وازداد الإيذاء للمواطنين، وبدا أن الدولة غير موجودة، وفى هذه الأثناء، اتخذ مجلس الوزراء قرارا بالإجماع في ثاني اجتماع له بتكليف وزير الداخلية بإعادة الأمن والاستقرار للشارع وفض الاعتصامات مع احترام القانون والدستور؛ وكان هذا قرار سياسي، أما التنفيذ فيتم عن طريق خطة وفي الوقت نفسه كانت الوساطات مستمرة على أمل الحل دون مشاكل".
وأكد أنه "تم وضع الخطة واتخاذ قرار بساعة البدء في الفض، وأن المجلس الأعلى للدفاع عقد أيضا اجتماعاته وكان البرادعي عضوا فيه "بصفته نائبا لرئيس الدولة"؛ وكان رئيس الجمهورية المؤقت المستشار "عدلي منصور" حاضرا وهو بصفته رئيس الوزراء، بالإضافة إلى مجموعة من الوزراء؛ وأوضح البرادعى أن موضوع الفض يحتاج مزيدا من الوقت للوصول إلى حل سلمي"؛ إلا أن الأغلبية التي كانت حاضرة بالمجلس الأعلى للدفاع؛ بينهم هو شخصيا - الببلاوى- صرح بأنه "إذا لم تتخذ الدولة أي إجراء يبين أن الدولة قادرة على فرض القانون على الشارع، فإنها ستفقد سلطتها بالكامل؛ وأنه لايمكن السماح بتحدي الدولة علانية وبرفع السلاح.. هذا أمر غير مقبول"
أما البرادعي، فرأى أنه يجب إعطاء مزيد من الوقت خوفا من تكرار سيناريو الجزائر "من اقتتال بين المتطرفين والجيش استمر لعدة سنوات"، ويخشى من وقوع حرب أهلية بمصر تمتد لسنوات؛ إلا أن المجلس في مجمله كان يرى أن الأمور جاوزت كل الحدود وأن عليه اتخاذ القرار بالفض.
وأوضح أن "المشير عبد الفتاح السيسي كان له نفس توجه المجلس - كغالبية الحاضرين- دون تمايز؛ فيما سمح عدلى منصور بإعطاء الفرصة للحضور بالحديث وإبداء وجهات النظرط.
وأكد أنه كان يعلم موعد" الفض" مع إمكانية تأخيره يوما أو أن يبدأ التنفيذ قبل الموعد المحدد بساعات؛ وأنه تابع عمليات الفض بالهاتف مع وزير الداخلية.
وحول ترشيح السيسي نفسه في الانتخابات الرئاسية، قال إنه يعتبر أن من مصلحة مصر أن يأتي رئيس للدولة يتمتع بشعبية، وأن السيسي هو الوحيد الذي يتمتع بشعبية في هذه المرحلة، وأنه على دراية كبيرة بمشاكل البلد، وله رؤية كبيرة، وكان يرى أنه أصلح من يمكن أن يتولى قيادة الدولة حتى لو لم يكن راغبا في ذلك الوقت، وأن هذا واجب وطني عليه أن يستجيب له.
وتطرق الببلاوى إلى مشروع قناة السويس، مشيرا إلى أنه مشروع هام جدا وضروري وسيساعد مصر؛ ولا بد أن تقيم مشروعات كبيرة وصغيرة مع فتح المجال للمستثمرين في الداخل.
وقال إن مصر ستخرج من أزمتها الاقتصادية حتى لو تطلب ذلك مزيدا من الوقت، مؤكدا أنه متفائل وحذر؛ لأن مصر أفضل مما كانت عليه منذ 6 أشهر.
المصدر : Nile Star News+صدى البلد