آخر الأخبار

31‏/05‏/2014

خبير إسرائيلي: سوبر سيسي.. هل ينقذ مصر من الجوع؟

خبير إسرائيلي: سوبر سيسي.. هل ينقذ مصر من الجوع؟

قال المحلل الإسرائيلي والخبير في الشؤون العربية " يارون فريدمان" إن المشير عبد الفتاح السيسي بدا في عيون معجبيه كبطل خارق وتحول إلى أيقونة ثقافية، متسائلاً: "لكن هل يستطيع السوبر سيسي أن ينقذ مصر من الجوع وأزمة الطاقة وانهيار السياحة والاقتصاد المتهاوي؟".

ورأى المحلل الإسرائيلي في مقال بصحيفة "يديعوت أحرونوت" أنَّ السيسي مضطر لمواجهة تحديات حقيقية، على رأسها تصفية التنظيمات الإرهابية بسيناء، لافتًا إلى أنَّ تعزيز الديمقراطية لن يكون على سلم أولوياته.

أسطورة المهووسين

المؤشرات الأولية التي تشير إلى الفوز الساحق للمشير السيسي بنحو 94% لم تفاجئ – بحسب فريدمان- حيث تحول الرجل إلى أسطورة في عيون معجبيه، المهووسين به الذين علقوا صوره إلى جانب الزعيم المحبوب جمال عبد الناصر، وظهرت صوره أيضًا على الحلوى بل إن أكلات في كبرى المطاعم قد سميت على اسمه، وانتشرت ألعاب جديدة على الهواتف الذكية صورته كـ "سيسي مان".

وتابع "فريدمان" في مقاله الذي حمل عنوان" ساعة الامتحان.. هل يصفي السوبر سيسي الإرهاب؟": بعد أن اعتدنا على 30 عامًا لمبارك وعام فاشل لمحمد مرسي مع الإخوان المسلمين، الآن الرئيس المنتخب هو الجنرال عبد الفتاح السيسي. شعبية الجنرال واسعة لكنها تنطوي على إشكاليات. فالصعود النيزكي وتصويره بـ" الرجل القوي" يعتمدان على قمع قاس ووحشي لمعارضيه، لاسيما من المعسكر الإسلامي".

ومضى قائلاً: "رغم النصر الجارف في الانتخابات، فقد عززت نسبة المشاركين المنخفضة الزعم أن الانتخابات لم تكن ديمقراطية، بشكل يشبه المزاعم بأن الانقلاب العسكري ضد الإخوان المسلمين في الصيف الماضي لم يكن شرعيا. فهل بالإمكان حقيقة اعتبار تلك الانتخابات ديمقراطية؟ وكيف سيؤثر انتخابه (السيسي) على علاقات مصر مع إسرائيل".

الإخوان كمستغلين

مؤخرًا واجهت مصر انتقادات كبيرة من الداخل والخارج للقمع المتزايد لحقوق الإنسان وتحديدا منذ" انقلاب السيسي"- على حد قول محلل "يديعوت". صحيح أن مصر أصبحت أقل ديمقراطية، لكن يجب أن ندرس أي نوع من الديمقراطية التي نشأت خلال فترة حكم الإخوان المسلمين برئاسة مرسي. فالأغلبية الضئيلة التي حصل عليها مرسي في انتخابات 2012، تم الحصول عليها بطرق غير شرعية بالمرة، من خلال استغلال القوة الدينية للإخوان.

فعشرات الآلاف من الفلاحين والفقراء والأميين، تدفقوا آنذاك على الصناديق من منطلق إيمانهم بأن انتخاب مرسي يعبر عن ولائهم للنبي محمد وللقرآن ويضمن جنة الخلد في العالم القادم.

جدلية النسبة

فيما يتعلق بمسألة نسبة التصويت في الانتخابات الحالية يرى "فريدمان" أنه ليس هناك إجماع للآراء. فوفقًا لمصادر حكومية، شارك في الانتخابات ما يقر بن من 40 % من المصريين، مقارنة بـ 52 % في انتخابات 2012. لكن تحدثت مصادر مقربة من الإخوان المسلمين وكذلك منظمات مجتمع مدني مختلفة أن نسبة التصويت كانت 10% فقط.

واعتبر المحلل الإسرائيلي أن الهدف من تلك الأرقام المحرجة إثبات أن "خارطة الطريق" التي طرحها الجيش بعد "الانقلاب" قد فشلت وأن الشعب المصري أبدى عدم ثقته في العملية الديمقراطية التي يقودها النظام.

ورأى أنه "ورغم حرص السيسي على محو الإخوان المسلمين، تلك الحركة الاجتماعية- الدينية الموجودة في مصر منذ أكثر من 80 عاما بشكل كامل، أمر مشكوك فيه بشكل كبير".

"النور" والانتهازية

وتطرق "يارون فريدمان" إلى حزب النور السلفي مشيرًا إلى أنه ورغم أهدافه المعلنة كتطبيق الشريعة وتوحيد العالم الإسلامي وإعادة الخلافة، فإن تعلقه بالمساعدات الاقتصادية السعودية يؤثر على الاستراتيجية التي يتبعها الحزب، في وقت تدعم فيه الرياض المشير السيسي، وتمارس ضغوطًا على السلفيين في السير على خطاها، لافتًا إلى أنَّ الحركة السلفية التي لا تختلف عن القاعدة بسيناء سوى في طريقة العمل ترى في سحق الإخوان المسلمين فرصة لتعزيز وضعها على حساب الجماعة.

وزاد بالقول إن حزب النور يأمل في شغل الفراغ الذي خلفه تصفية حزب "الحرية والعدالة" خلال الانتخابات البرلمانية القادمة، وكذلك يسعى إلى السيطرة على الشارع بينما زعماء الإخوان في غياهب السجون.

"لكن هذا الموقف الانتهازي قوبل خلال الأيام الماضية بانتقادات شديدة من قبل عدد كبير من النشطاء في الحركة، الذين على خلاف قاداتهم، أداروا ظهورهم للانتخابات. ويهدد الآن جزء كبير من النشطاء بوقف تأييد " النور" وإقامة هيكل سلفي بديل، انطلاقا من التضامن مع مئات القتلى من الإخوان المسلمين. النتيجة المباشرة للانقسام والإرباك بين السلفيين هي تزايد قوة الرئيس السيسي لأن خصومه السياسيين المحتملين في أضعف حالاتهم".

التعاون مع إسرائيل

"فريدمان" الخبير في الشؤون العربية قال إن هناك ارتباط لصيق بين محاربة الإرهاب والفقر وهما العدوان الذي تعهد السيسي بهزيمتهما، موضحًا أنَّه على السيسي تصفية الإرهاب لإعادة السياح لمصر، وأن هذه الحرب سوف تضمن تدفق المساعدات الأمريكية على نظامه.

وأشار إلى أن " الحرب على الإخوان المسلمين وحماس سوف تضمن أيضا تعاونا مع إسرائيل" متوقعًا أن تطب مصر من تل أبيب إدخال مزيد من القوات المصرية إلى سيناء لمحاربة الإرهاب، بالتناقض مع معاهدة السلام.

نفاق أمريكا

"كذلك يمكن التوقع أن تواصل الولايات المتحدة انتقاداتها العلنية لوسائل القمع التي يمارسها الرئيس ضد الإسلاميين فيما تقوم سرا بمساعدته في الحرب على الإرهاب الإسلامي. مع ذلك سيضطر الرئيس لإيجاد توازن بين ميزانيات الجيش المنتفخة والميزانيات المدنية. سيكون ملزما بالاستثمار في إيجاد مصادر طاقة، لاسيما حتى يتسنى له حل مشكلة نقص الكهرباء".

"يمكن الافتراض أن السعودية ستكون العكاز الاقتصادي الحقيقي لنظامه، مثلما ساعدته عندما كان وزيرا للدفاع. مع ذلك سيكون على الرئيس الاقتطاع من ميزانية الجيش لدعم الغذاء والاهتمام بإطعام 80 مليون فم".

الشرط الأمريكي

 "يمكن القول أن حديثه قبل نحو أسبوع، الذي تطرق فيه عن اشتراط العلاقات مع إسرائيل بعملية السلام مع الفلسطينيين، كان بالفعل دعايا انتخابية. ففي حين منح مرسي الحماية لحماس، بل وحرص على القول" الجانب الآخر" بدلا من إسرائيل، فإن علاقة السيسي بإسرائيل هي بمثابة شروط إلزامية للحفاظ على القناة الأمريكية مفتوحة".

"معظم من صوتوا للسيسي هم مسلمون أبناء الطبقة الوسطى والعليا، مسيحيون أقباط وكذلك مؤيدين من داخل رجال الجيش وأبناء عوائلهم، وجماعات موالية للغرب من أصحاب المصالح الاقتصادية والاستراتيجية".

دور السيسي

وختم "فريدمان" مقاله المفصل بالقول:" ليس هناك شك في أن صعود السيسي يرمز إلى التفاعل في الثورات العربية والصراع لتصفية الحركات الإسلامية من خلال الجيوش العربية. يمكن الافتراض أن للسيسي سيكون هناك دور هاما في الصراع الإقليمي ضد الإرهاب، الصراع الذي يدور الآن في ليبيا أيضا وتونس والمين والعراق ولبالغ السخرية في سوريا أيضًا".

هذا المحتوى من :  مصر العربية

0 التعليقات: